التناسل فى الكلاب
كلامى على الكلاب لن ينتهى , وحديثى عن الكلاب لن ينتهى, فالبحر عميق جدا, ومهما قرأت ومهما كتبت فحديثى أبدا لن ينتهى , فهى حبى الآول وهى حبى الآخير وهى معشوقتى التى لا أجد ملل فى الحديث عنها. فكلما جلست أقرأ عنها كلما أزدادت رغبتى فى نقل كل ما أقرأة لقرائي وأحبائي من عشاق الكلاب.
والكلاب لها عالمها الخاص , وحياتها التناسلية تختلف تماما عن سائر الثدييات الأخرى. ذكور الكلاب تبلغ عمر النضوج الجنسي ابتداء من الشهر السابع وحتى التاسع على أقصى تقدير , وتكون كاملة الإخصاب فى عمر التسعة شهور , أي أن الذكر البالغ يستطيع التزاوج بنجاح مع الأنثى البالغة فى عمر تسعة شهور. ولكن الصحيح هو أن يتزوج بنجاح وبنسبة خصوبة عالية فى عمر سنة ونصف.
وذكور الكلاب يمكنها التزاوج فى أي وقت من السنة, أي أن أي ذكر بالغ يستطيع أن ينجذب لآي أنثى شائعة ويلقحها. والذكر لا يفرق فى التزاوج بين الآم أو الأخت أو أي أنثى أخرى كالإنسان مثلا. ولكن هناك أرتباط نفسى تام بين بعض الذكور والإناث نفسيا وجنسيا بحيث تضطرب تصرفاتهما وسلوكيتهما لو أبتعد أحدهما عن الآخر بالموت أو النقل أو لآى سبب أخر. وتنتشر ظاهرة الاحتلام عند ذكور الكلاب بعد البلوغ مباشرة , وغالبا ما تحدث كثيرا كلما كان الذكر مرتبط نفسيا بأنثى فى نفس المكان.
أما أناث الكلاب فلها سلوك تناسلي أو جنسى خاص جدا ومميز جدا حيث أن أناث الكلاب تدخل فى موسم التزاوج مرتين فقط فى السنة تكون فيها رغبتها الجنسية شديدة جدا لآى ذكر. أما باقى السنة فالأنثى كامنة تماما ولا يوجد لديها أي رغبات جنسية. وغالبا تأتى دورة الشبق مرتين فقط فى السنة أو ثلاثة مرات فى بعض الحالات النادرة. وتأتى دورة الشبق مرة فى الربيع ومرة فى الخريف الآ أنة وجد أن بعض الإناث تأتيها الدورة فى الشتاء والصيف ولكن هذة حالات نادرة. كما أن الأنثى تمر بمراحل معينة أثناء دورة الشبق ولا تكون جاهزة تماما للتزاوج مع الذكر الآ فى فترة معينة وقصيرة من دورة الشبق. وفى تلك الفترة تكون الأنثى فى حالة هياج جنسى شديد وغير طبيعي بحيث يمكن أن تقبل التزاوج من أى ذكر ومن أى سلالة من الكلاب أو الذئاب لو تصادف وجودها فى مكان الأنثى لحظة القبول. كما يمكنها أن تقبل الذكر لآى عدد ممكن من المرات أثناء اليوم. وفى حالة وجود الأنثى بين أكثر من ذكر أثناء فترة القبول نجد الذكور تتشاجر عليها لدرجة التشاجر العنيف وربما القتل حتى يفوز أحدهم بها وأذا فاز بها فلا يستطيع أن يقربها غيرة أطلاقا الآ فى حالة غيابة عنها. فبعض الكلاب تتملكها الغيرة الشديدة فتقتل الذكور التى تحاول الاقتراب من هذة الأنثى , ولذلك يجب حجز الأنثى فى مكان أمين ولا يتواجد معها الآ ذكر واحد ويفضل دائما أن يكون مطابقا لمواصفات عالية من نفس سلالاتها. ولا تطلق الأنثى حرة ولا تلتقى بأى ذكور أخرى الآ بعد نهاية فترة القبول والتى نلاحظها بعدما تبدأ الأنثى فى ضرب أى ذكر يقترب منها حتى لو كان هو الذى لقحها.
ولابد أن أسجل هنا أن بعض المربيين لأسباب معينة لا يرغبون فى تلقيح الإناث نظرا لعدم قدرتهم على العناية الفائقة بالمواليد وفى هذة الحالة يلجأون لتجريعهم حبوب معينة كالكلوروفيل التى تمنع الرائحة النفاذة التى تصدرها الإناث أثناء الشبق وبالذات أثناء القبول والتى يشمها الذكر من على مئات الأمتار فيأتي سريعا إلى مكان الأنثى. وبذلك تمر فترة القبول دون يشعر بها الذكور فلا يحدث حمل. وبعضهم يحجز الأنثى فى مكان أمن جدا حتى تمر هذة الفترة بما يسببة ذلك لها من الآم نفسية.
وتبدأ دورة الشبق فى الكلاب بعلامات مميزة حيث تتساقط على الأرض أفرارات حمراء دموية تبدأ فى التزايد من نقط ألي دوائر كبيرة حمراء تظهر على الأرض , وهذة الفترة تستمر من خمسة ألي ثمانية أيام . ثم تدخل الفترة التالية وفيها تتحول الآفرازات ألى اللون الزجاجي المصفر ثم ألى الزجاجي الشفاف لمدة أسبوع أخر وفى هذة الفترة تبدأ الأعضاء التناسلية الخارجية تتورم ويصبح لونها وردى وخلال هذة الفترة تكون الأنثى فى فترة القبول الشديد لآى ذكر طوال تلك الفترة ( ويمكن لذكر أن يتزوجها مرة أو مرتين يوميا ولأكثر من يوم أو مرة كل يوم لنتأكد من تمام التبويض والإخصاب وللتأكد من الخصوبة العالية) . ثم تأتى المرحلة الأخيرة من الشبق والتى فيها تنقطع الآفرازات وتعود الأعضاء التناسلية لطبيعتها ولا تقبل الأنثى الذكر بل تضربة أو تعقرة.
ويجب أن يكون التلقيح الآول للأنثى عندما تأتيها الدورة للمرة الثالثة لتكون خصوبتها أعلى وليكون بنيانها قويا لمواجهة الحمل والرضاعة وللتأكد من النمو الكامل لأعضائها التناسلية. كما يجب دائما أن نتحرى الدقة فى أختيار ذكور ذات مواصفات عالية ومختبرة جيدا وعالية الغريزة والخصوبة.
وتحسب دائما مدة الحمل من اليوم التالى للجماع الثاني ويستمر حمل الكلاب لمدة 63 يوم. وأثناء الحمل يجب تجنب الرياضات العنيفة والقفز لأعلى أو النط أو تعدى الحواجز أو التشاجر مع الكلاب. ويراعى ممارسة الآم المشي الحر يوميا لمسافات معقولة كنوع من الرياضة لتسهيل عملية الطلق والولادة مستقبلا. وعند بداية الشهر الثاني من الحمل يجب تحصين الآم بالمصل الواقي من مجموعة الدستمبر لتكوين مناعة عالية تنقلها عن طريق الحبل السري للأجنة لضمان وقايتهم لمدة أربعة عشر أسبوعا بعد الولادة0 ومن المهم جدا تطبيق برنامج وقائي حازم لمقاومة الطفيليات الداخلية مرة قبل التزاوج ومرة أخرى فى بداية الشهر الرابع من الحمل حتى لاتنتقل العدوى الرأسية من الآم للمواليد فى الأسابيع الأولى من عمرها وتتسبب الإصابة بالديدان فى قتل المواليد فى الأسابيع الأولى من عمرها بسبب السموم التى تفرزها هذة الديدان فى أمعاء المواليد.
وفى أثناء الحمل يقدم للأنثى وجبتين من الأغذية الجافة عالية الطاقة لمواجهة نمو الأجنة وبالآضافة لكميات مناسبة من الفيتامينات والآملاح المعدنية وخصوصا الكالسيوم. وفى الأسابيع الأخيرة تقلل كميات هذة الوجبات مع الآحتفاظ بأرتفاع مستوى الطاقة حتى لآتحدث ضغطا على الأجنة فيعوق ذلك نموها نموا طبيعيا.
وفى الأخيرة يبدأ حجم البطن فى الزيادة ويبدأ شعر البطن فى التساقط وتنموا الحلمات بشكل غير عادى ويصبح لونها أحمر داكن ويمتلئ الثدي باللبن. وقبل الولادة بأيام قليلة تميل الآم للتواجد فى مكان هادئ أو فى الصندوق المخصص للولادة ويجب أن توضع لها فرشة دافئة لكى تضع فيها الآم صغارها والمساحة المناسبة للصندوق هى 80/80/ 50 سم ويفترش الصندوق بطبقات من ورق الجرائد حتى يمتص مخلفات الأنثى وصغارها. وتوضع بطانية قديمة فوق ورق الجرائد للتدفئة ومنع أنزلاق الصغار وعندما تأتى لحظة الولادة نجد الآم وقد أنخفضت درجة حرارتها لأقل من 38 درجة ولمدة 12 ساعة قبل الولادة ولذلك يجب مراعاة درجة الحرارة فى الأيام الأخيرة كل 12 ساعة وعندما تبدأ الحرارة فى الآنخفاض أغلق عليها باب حجرتها وأنتظر حتى يأتي ميعاد الولادة لتطمئن عليها وعلى صغارها أو تستدعى طبيبيك البيطري لمساعدتها على ذلك وإذا لم تفتح الآم الكيس الجنينى يجب فتحة فورا حتى لا تختنق الآجنة0